أجسادكم كشبان وكفتيات في حالة نموّ متسارع، وسير دائب نحو النضج.. عظامكم في نموّ.. عضلاتكم في طور الاكتمال.. أعضاؤكم في تطوّر.. هل تتركون ذلك للأيام تفعل فعلها في أبدانكم دون مساعدة منكم؟
يقول المختصّون إنّه لابدّ من تربية الجسد والاهتمام بصحّته وسلامته وتقويته حتّى يتمكّن من اداء وظائفه والفعاليات المناطة به.. فالحصول على القوّة البدنيـة ليس شـيئاً ترفياً ، وإنّما هو جزء من مسؤوليتنا الاسلاميّة : (وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ) (الأنفال / 60).
وإذا كانت أعضاء الجسد ، أو الجسد برمّته أمانة الله لدينا ، فإنّ من حسن رعاية هذه الأمانة ، وأداء الشكر لهذه النعمة، أن لا نعرّضها إلى التلف والأمراض والأوبئة التي تفتك بها ، مثلما علينا أن نطوّرها ليكون أداؤها أفضل ، وانجازها أكبر ، وبذلك نكون قد حفظنا الأمانة وقدّمنا الشكر على هذه النعمة «وبالشكر تدوم النعم» .
وفي فترة الشباب قد ينشأ الاضطراب النفسي ، ودواعيه في هذه المرحلة كثيرة ، ومن بين وسائل تسريب هذا القلق أو الاضطراب ، واقتصاصه والتنفيس عنه (الرياضة) ; فهي بما تمتصّ من شحنات النفس المتوترة ، تترك في نفسية الرياضيّ مرحاً وخفّة وثقة وانفتاحاً وحبّاً في المشاركة .
ثمّ أنّ الشبان والفتيات قد يصطحبون معهم إلى ساحة شبابهم ذيولاً من طفولتهم اللاّهية العابثة . وبما أنّ الرياضة نظام وقواعد واُصول فإنّها تعلّمهم كيفيّة الصبر والانضباط والتحمّل ، وبعضاً من الفضائل الأخلاقية كالمحبّة والتعاون والإيثار .
وباعتبار الشباب مرحلة النموّ البدنيّ ، فقد يتناول البعض من الشبان والفتيات ـ في هذه الفترة ـ كمِّيات كبيرة من الطعام مما يتسبّب في سمنتهم وترهّل أجسادهم إذا لم يصرفوا تلك الطاقة في الجهد والحركة . وتأتي الرياضة لتذوِّب الشحوم الزائدة ، وتُنقِّي الجسم من الشوائب والسموم التي تتركها الوجبات الغذائيّة الدسمة الثقيلة .