ضرب الهلال والأهلي موعدا مع لقاء قمة سيهدي أحدهما كأس ولي العهد، ويمنح الآخر شرف السلام على راعي المباراة.
والهلال والأهلي قصة طويلة من التنافس والإثارة، واحترام الخصم، وعهد طويل مع الإنجازات والألقاب والنهائيات.
وفي وقت حافظ فيه الهلال على رتم أداء ثابت جعله يغرد خارج السرب خلال الموسم الجاري، تذبذب قليلا في تأكيد على طبيعة الأمور، فإن الأهلي شهد في الآونة الأخيرة تصاعدا ربما يخدمه في مواجهة الغد، لأنه مضى به وفق ما تشتهيه وتتطلبه كرة القدم متدرجا بشكل متصاعد في صعوبة مواجهاته خلال المسابقة بدءا من لقاء هجر تتابعا في لقاء الفتح، وارتقاء في مواجهة الشباب، ثم حسما في لقاء الغد.
وما بين هلال يرتقي في المناسبات الكبيرة ويمتلك ثقافة الحسم متسلحا بمدرب قدم شكلا مغايرا من المنهجية الفنية وبأجانب انتزعوا اعتراف الجميع أنهم الأفضل في المسابقات السعودية لهذا الموسم، وأهلي عالج الأخطاء، واستعاد روحه ورياحينه، وسلم قيادته الفنية لمدرب طموح يغزل نسيج البطولات في معظم الفرق التي تولى مسؤوليتها الفنية، وتعاقد مع أجانب بعثوا فيه نفسا جديدا، سيكون الوعد مع متعة كروية بنكهة أداء جمالي مفتوح، فيه للجماعية الكلمة الأقوى، وللمهارة حضور لا يمكن تجاهله.
في الأهلي يبدو فقدان التركيز في بعض اللحظات مشكلة المشاكل، وسيكون للغيابات بداعي الإيقاف أثرها ووقعها، وفي الهلال قد يهبط الرتم تحت كاهل الإرهاق، وقد يتأثر تحت ضغط ضجيج جماهير الملعب التي ستطالب الفريق بكأس ثانية.
وفي الهلال يحمل ويلهامسون ونيفيز العبء، وفي الأهلي سيكون الاختبار صعبا على فيكتور.
وفي الهلال سيكون على ياسر القحطاني أن يؤكد العودة القوية بعد هدفي التأهل في نجران، لكنه سيكون مطالبا بالتحرر من قبضة خط ظهر الأهلي خصوصا إذا ما أصر جيريتس على إبقائه وحيدا في المقدمة.
وفي الأهلي سيكون على لاعبي المحور أن يحسنوا إغلاق كل المسارب التي يحسن ويلهامسون ونيفيز المرور منها، وعلى المعيوف أن يكون في قمة الحضور الذهني ليتجنب مباغتات رادوي وتهديدات الشلهوب.
وفي الهلال والأهلي أمنيات كبيرة أن تكون الصافرة عادلة، وأن تكمل روعة النهائي بأداء راق لن يأملا أن يأت خاليا من الأخطاء، وإنما ألا تكون الأخطاء فيه مؤثرة فتحرم فريقا من لقب، وتذهب بالآخر إلى ساحة الـ"هاردلك".