طالب العلم : يُعنى قبل كل شيء بإصلاح نفسه , ولزومها السلوك القويم , فهو قدوة للآخرين في أخلاقه وسلوكه .
ويحرص على الفائدة , ومجالسة أهل العلم والفضيلة والورع , والتزود من العلم النافع , والمحافظة على الوقت , فلا تراه إلا مستفيداً , معرضاً عما لا يعنيه , مشتغلاً فيما يعنيه , إن تكلم أفاد بكلامه , وإن كتب أفاد بكتابته , لا يعدم َمن جالسه مِن فائدة .
يقدِّر قيمة العلم , ومكانة أهله , فهو يستفيد منهم , ويحترمهم , ويدعو لهم , ويترحم على أمواتهم .
يكره الغيبة , ويمقت أهلها , ولا يرضى أن يذكر أحد عنده بسوء .
تراه متواضعاً , لا يرفع نفسه فوق منزلتها , ولا يتشبع بما لم يُعطَ , ولا يغتر بالمدح والثناء , والنفخ والإطراء , وليس يرغب في الشهرة , ولا طلب المنزلة عند الخلق , لأنه يعلم أن الرافع والواضع هو الله عز وجل , وليس فلانا من الناس .
صاحب دعوة ونصيحة للمسلمين , يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بحسب القواعد الشرعية والأصول المرعية .
وتراه حريصاً على جمع الكلمة , وتأليف القلوب , ويكره الفرقة بين أهل السنة , لأنه يعلم أن الفرقة قرينة البدعة , والجماعة قرينة السنة ؛ ولذا قيل : أهل السنة والجماعة , وأهل البدعة الفرقة .
وتراه عفيفاً في لسانه , فلا يطلقه في كل من هب ودرج من الناس , لأنه يعلم أنه محاسب على أقواله , كما أنه محاسب على أفعاله .
ويراعي المصلحة في كل ما يقوله ويفعله , فلا يفتح بابا للشر على الناس , ولا يخوض في أمر باطل , ولا يهرف بما لا يعرف , ولا يلج بابا إلا هو على بصيرة من أمره , يعرف مدخله ومخرجه . وقد أعدَّ للسؤال جواباً بين يدي الله عز وجل .