وزير الشئون الإٍسلامية : عدم الالتزام بالفتوى لا يخدم الصالح العام وينبغي طرحها على العلماء لكي لا يحدث بلبلة عند الناس..

حذر الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، من قيام بعض المساجد بجمع التبرعات النقدية قبيل أو أثناء شهر رمضان، مشدداً على أنه ليس من حق المساجد جمع مثل هذه التبرعات إلا بتراخيص من الجهات المسؤولة، وأن الوزارة لم تمنح ترخيصا لأي مسجد بجمع التبرعات النقدية.

وكشف عقب لقائه أمس رئيس الشؤون الدينية التركي، أن الفتوى أصابها الكثير من عدم الالتزام في الفترة الأخيرة. وقال : "عدم الالتزام بالفتوى ليس في الصالح العام، يفترض بأن علماء الدين إذا ما طرأت لأحدهم فكرة عليه طرحها على إخوانه من العلماء لكي لا يحدث بلبلة عند الناس، فالناس لا يعرفون الأقوال ولا يراجعون الكتب وليسوا أهل تخصص".

وأضاف: "يفترض أن تكون هناك مناقشات ومداولات ولا تنتقل للإعلام إلا في مراحل أخيرة، خاصة أن بعض الفتاوى لا يمكن أن يفهمها إلا المتخصصون، وبعض الفتاوى لا تقع إلا في العمر مرة فلا يمكن شغل الناس في الإعلام بمثل هذه الأمور، والتي قد ينظر إليها العالم الآخر وكأننا نطرح أمورا ليست ذات مستوى، الأمة فيها هموم وتحديات كبيرة ولابد أن ننتقل لمستوى أعلى من التحديات".

وشدد على أن الفتوى لها جهتها وهي دار الإفتاء وقال "نحن نحترم التخصص، لكن الهم الإسلامي هم واحد وفي الداخل كلنا وزارة الشؤون الإسلامية والمسؤولين في الإفتاء بينهم التعاون الكبير، لذلك تجد أن كبار العلماء في الإفتاء يشاركونا الدعوة في المحاضرات وغيرها، وسماحة المفتي حريص على ضبط الفتوى وفق الأصول الشرعية".

وأوضح آل الشيخ، أن المساجد التي بنيت قديماً قبل الأجهزة الحديثة وجد فيها بعض الانحرافات في الاتجاه نحو القبلة، وتابع "سجلنا الكثير وعولجت تلك التي تحوي انحرافات كبيرة إما بوضع السجاد أو بهدم المسجد وإعادة بنائه، أو بتغيير اتجاه المحراب. حالياً كل المساجد التي بنيت منذ 15 عاماً وحتى اليوم تم بناؤها وفق أجهزة إلكترونية حديثة تحدد بالزاوية واتجاه السهم تماماً".

ولفت إلى أن تنظيم هيئة الأوقاف التي أعلن عنها مجلس الوزراء أخيراً سيصدر خلال أسابيع، ثم يتوج بالموافقة السامية، مستطرداً: "خادم الحرمين الشريفين حريص جداً على الأوقاف في المملكة وعلى تغيير وضعها لأنه وضع على نفسه عاتق تطوير الجهات الدينية بشكل عام كما رأينا التطوير الأخير في القضاء، مجال الوقف لأهميته في الدين يوليه الملك أهمية كبيرة ولذلك أمر بإنشاء الهيئة". وأكد أن هناك تعاوناً كبيراً بين وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ورئاسة الشؤون الدينية التركية، لاسيما في مجال نشر القرآن الكريم والعناية به، والتنسيق التام فيما يتعلق برد كل الشبهات التي تطول الدين الإسلامي والنبي محمد عليه الصلاة والسلام.

وقال: "ننسق حالياً لعمل بروتوكول تمهيداً لتوقيع اتفاقية لعمل استراتيجي منظم بين الجانبين، ونحن في الوزارة وقعنا أكثر من 13 اتفاقية في أنحاء من العالم العربي والإسلامي، ويعود سبب الاهتمام بوضع هذه الاتفاقيات حتى يكون العمل الإسلامي في أطر واستراتيجية واضحة وغير خاضع لاجتهادات الأفراد والدعاة والأشخاص، ولذلك وضعنا أطرا محددة للعمل الإسلامي في الخارج".

ولفت إلى أن لديها قدم قوية وراسخة في مجال مكافحة الإرهاب ورد التطرف، سواء في جهود الجهات الدينية أو الجهات الأمنية في المجال الأمني والفكري. وبيناً أن مكافحة التطرف هي عملية دينية فكرية وأمنية في الوقت نفسه.

(